|
| الإمام الشافعي | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
sarwat عضو فضي
عدد الرسائل : 125 نقاط : 230 تاريخ التسجيل : 26/03/2009
| موضوع: الإمام الشافعي السبت يوليو 25, 2009 2:54 pm | |
| الإمام الشافعي هو محمد بن إدريس الشافعي, يرجع نسبه الى هاشم بن عبد المطلب, فهو ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم. ولد بغزّة سنة خمسين ومائة, ومات أبوه وهو صغير, فحملته أمه الى مكّة وهو ابن سنتين, فنشأ بها, وقرأ القرآن وهو ابن سبع سنين, وحفظ " الموطأ" وهو ابن عشر. نشأ رحمه الله في حجر أمه, في قلة عيش, وضيق حال, وكان في صبه يجالس العلماء ويكتب ما يستفيده في العظام ونحوها, لعجزه عن الورق. وتفقّه في مكة على مسلم بن خالد الزنجي, ونزل في شعب الخيف منها. ثم قدم المدينة فلزم الإمام مالكا رحمه الله, وقرأ عليه الموطأ حفظا, فأعجبته قراءته, وقال له: اق الله, فانه سيكون لك شأن, وكان سن الشافعي حين أتى مالكا ثلاث عشرة سنة. ثم رحل الى اليمن حين تولى عمه القضاء بها, واشتهر بها. ثم رحل الى العراق, وجدّ في الاشتغال بالعلم, وناظر محمد بن الحسن وغيره, ونشر علم الحديث, وأقام مذهب أهله, ونصر السنة, واستخرج الأحكام منها. ورجع كثير من العلماء على مذاهب كانوا عليها الى مذهبه. ثم خرج الى مصر آخر سنة تسع وتسعين ومائة, وصنف كتبه الجديدة, ورحل الناس اليه من سائر الأقطار. | |
| | | sarwat عضو فضي
عدد الرسائل : 125 نقاط : 230 تاريخ التسجيل : 26/03/2009
| موضوع: رد: الإمام الشافعي السبت يوليو 25, 2009 2:59 pm | |
| وقد برع في جميع العلوم. قال الربيع بن سليمان: كان الشافعي رحمه الله يجلس في حلقته اذا صلى الصبح, فيجيئه أهل القرآن, فاذا طلعت الشمس قاموا, وجاء أهل الحديث, فيسألونه تفسيره ومعانيه, فاذا ارتفعت الشمس, قاموا, فاستوت الحلقة للمذاكرة والنظر, فاذا ارتفع الضحى تفرّقوا, وجاء أهل العربية والعروض والنحو والشعر, فلا يزالون الى قرب انتصاف النهار ثم ينصرف. وقال محمد بن الحكم: ما رأيت مثل الشافعي؛ كان أصحاب الحديث يجيئون اليه ويعرضون عليه غوامض علم الحديث, وكان يوقفهم على أسرار لم يقفوا عليها, فيقومون وهم يتعجبون منه, وأصحاب الفقه الموافقون والمخالفون, لا يقومون الا وهم مذعنون له, وأصحاب الأدب يعرضون عليه الشعر فيبيّن لهم معانيه... وهو أوّل من دوّن علم أصول الفقه, فكتب في ذلك " الرسالة". وكان شاعرا ولكنه لم يهتم لهذا الجانب وقال في ذلك: ولولا الشعر بالعلماء يزري لكنت اليوم أشعر من لبيب وقد حذق الرمي حتى كان يصيب من كل عشر تسعة. وكان ذا عبادة وورع: قال الربيع بن المرادي: كان الشافعي يختم القرآن في شهر رمضان ستين مرّة. وقال الربيع بن سليمان: قال الشافعي: ما شبعت منذ ستة عشرة سنة الا شبعة طرحتها, لأن الشبع يقتل البدن, ويقسي القلب, ويزيل الفطنة, ويجلب النوم ويضعف صاحبه عن العبادة. وكان رحمه الله من أسخى الناس بما يجد, وقصص سخائه مشهورة. ومناقبه جمّة, وقد ألفت كتب في مناقبه. توفي بمصر آخر يوم من رجب سنة أربع ومائتين, عن أربع وخمسن سنة. ومذهب الامام الشافعي أحد المذاهب الأربعة التي انتشرت في العالم الاسلامي وهو أوّل من دوّن علم أصول الفقه. | |
| | | sarwat عضو فضي
عدد الرسائل : 125 نقاط : 230 تاريخ التسجيل : 26/03/2009
| موضوع: رد: الإمام الشافعي السبت يوليو 25, 2009 3:05 pm | |
| شهادات أقوال العلماء الأعلام في عالم تعدّ شهادات. دونها كل الشهادات العلمية. وهي دلالة على مكانة المشهود له, وبخاصة اذا كانت من أصحاب العلم والفضل, ولا يعرف الفضل الا ذووه. وأذكر بعض الأقوال التي قيلت في حق الإمام الشافعي, استكمالا للترجمة السابقة الموجزة. قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قلت لأبي: أي رجل كان الشافعي, فاني سمعتك تكثر من الدعاء له؟ قال: يا بني, كان كالشمس للدنيا, وكالعافية للناس, فهل لهذين من خلف, أو منهما عوض؟ وقال أحمد: كان الشافعي من أفصح الناس. وقال: ما أحد مسّ بيده محبرة ولا قلما؛ الا وللشافعي في رقبته منه, ولولا الشافعي ما عرفنا فقه الحديث, وكان الفقه قفلا على أهله, حتى فتحه الله بالشافعي. وقال محمد بن الحسن: ان تكلّم أصحاب الحديث يوما, فبلسان الشافعي. قال اسحاق بن راهويه: لقيني أحمد بن حنبل بمكة, فقال: تعال أريك رجلا لم تر عيناك مثله, فأراني الشافعي. قال: فتناظرا في الحديث, فلم أر أعلم منه, ثم تناظرا في الفقه فلم أر أفقه منه, ثم تناظرا في القرآن, فلم أر أقرأ منه, ثم تناظرا في اللغة, فوجدته بيت اللغة, وما رأت عيناي مثله قط. وقال أبو ثور الكلبي: ما رأيت مثل الشافعي, ولا رأى مثل نفسه. وقال الحميدي: سيّد علماء زمانه الشافعي. وقال الفضل بن دكين: ما رأينا ولا سمعنا أكمل عقلا, ولا أحضر فهما, ولا أجمع علما من الشافعي. وقال أبو ثور: من زعم أنه رأى مثل محمد بن ادريس في علمه, وفصاحته, ومعرفته, وثباته وتمكّنه, فقد كذب, كان منقطع القرين في حياته, فلما مضى لسبيله لم يعتض منه. وقال الامام أحمد: ان الله يقيض للناس في رأس كل مئة من يعلمهم السنن, وينفي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذب, قال: فنظرنا, فاذا في رأس المئة عمر بن عبد العزيز, وفي رأس المائتين الشافعي. اكتفي بهذه الشهادات وغيرها كثير... | |
| | | sarwat عضو فضي
عدد الرسائل : 125 نقاط : 230 تاريخ التسجيل : 26/03/2009
| موضوع: رد: الإمام الشافعي السبت يوليو 25, 2009 3:15 pm | |
| 1. العقيدة: حذّر الإمام الشافعي من علم الكلام, الذي انتشر في زمنه, ورأى فيه ذنبا من أعظم الذنوب فقال: لأن يبتلى المرء بكل ما نهى الله الله عنه ما عدا الشرك به, خير به من النظر في الكلام. ودحض حجة أصحاب الكلام بأنهم يبحثون عن العقيدة الصحيحة بقوله: محال أن نظن بالنبي صلى الله عليه وسلم أنه علم امته الاستنجاء, ولم يعلمهم التوحيد, والتوحيد ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم,( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا اله الا الله) فما عصم به المال والدم حقيقة التوحيد. وبهذه الحجة الدامغة والمنطق السليم, والبيان المستند الى السنة الصحيحة أبطل الشافعي أصل علم الكلام, ودلّ على الطريق الصواب, وتجاوز كل المصطلحات التي أتخمت بها بطون الكتب. ولقد كان يتم اسلام الانسان زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنطق بالشهادتين. ثو يصبح واحدا من الصحابة.. رحم الله الشافعي فقد كان بيانه شافيا في هذا الأمر | |
| | | sarwat عضو فضي
عدد الرسائل : 125 نقاط : 230 تاريخ التسجيل : 26/03/2009
| موضوع: رد: الإمام الشافعي الأحد يوليو 26, 2009 10:56 am | |
| 2. العلم:
كثيرة هي المواعظ التي قالها الشافعي بشأن العلم, بل لعل معظم مواعظه كانت في هذا الميدان.
فضيلة العلم لا تعدلها فضيلة.
اذا رأيت رجلا من أصحاب الحديث, فكأني رأيت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم, جزاهم الله خيرا, هم حفظوا لنا الأصل فلهم علينا الفضل.
والفقه سيّد العلم, اذ به يفهم الحديث.
وكتابة العلم أمر مهم, اذ بها تحفظ النصوص, وتصان من العبث, وهذا ما أشار اليه الشافعي بقوله: لولا المحابر, لخطبت الزندقة على المنابر.
وغاية العلم العمل به. فالعلم ما نفع, وليس العلم ما حفظ.
وللعلم آداب بعضها مرتبط بالعالم وبعضها مرتبط بالمتعلّم. وفي مقدمو ما يطلب من العالم الذي يعلم الناس: اصلاح نفسه, فان أعين الناس معقودة به, تنظر الى عمله أكثر مما تنظر الى قوله.
وعليه أن يكون مخلصا في عمله يبتغي الدار الآخرة.
ولا عيب بالعلماء أقبح من رغبتهم فيما زهدهم الله فيه.
واذا كانت هذه بعض آداب العالم, فآداب المتعلم أكثر, وفي مقدمتها أدبه مع معلمه.
ويضرب لنا الامام الشافعي مثلا من سلوكه في حضرة استاذه الامام مالك رحمه الله فقول:
كنت أتصفح الورق بين يدي مالك برفق, لئلا يسمع وقعها.
ومما يضيع العالم ويذهب بمكانته الا يكون له اخوان.
بل ويرى الامام الشافعي أنه ينبغي للفقيه أن يكون معه سفيه يدافع عنه عند الحاجة فيقول:
ينبغي للفقيه أن يكون سفيه ليسافه عنه.
وهو حرسص على تبليغ العلم ونشره. فقد قال للربيع: لو قدرت أن أطعمك العلم لأطعمتك.
وقال: وددت أن الخلق يتعلمون هذا العلم, ولا ينسب شيء اليّ منه.
وهكذا فالامام حريص على نشر العلم, حريص على شخصية العالم, حريص على تأدّب المتعلم.. | |
| | | | الإمام الشافعي | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |